الإسلام في المكسيك

 

    كثير من العرب عندما يسمعون ب ''المكسيك'' يتطرق إلى أذهانهم ''إنفلونزا الخنازير'' أو ''المسلسلات المكسيكية''، لكن ماذا نعرف عن الجالية المسلمة بهذا البلد؟   

                                             

المعلومات التي تُعرّف بهذه الجالية هي قليلة، وللأسف بعضها خاطئة، كمثال على ذلك بعض المقالات المنتشرة في الشبكة العنكبوتية والتي تشير إلى أن عدد المسلمين بالولايات المتحدة المكسيكية يصل إلى مائتي ألف مسلم. 

وهذا ليس بصحيح، فحسب آخر تعداد للسكان قام به المعهد الوطني للإحصاء والجغرافيا سنة 2010 فإن عدد المسلمين بالمكسيك يقدر ب 3760 مسلما، ولو أننا كأفراد في هذه الجالية نرى والله أعلم أن عدد المسلمين الحقيقي يفوق الرقم المذكور في الإحصاء الأخير. وللتأكد من هذه المسألة سألت بعض الأخوات المكسيكيات إن كنّ ذكرن الإسلام كدين لهن في الإحصاء، فكانت إجابة إحداهن بأنها لم تعلم بذلك أصلا، وأجابت أخريات بأنهن لم يفعلن، لعدم وجودهن ببيوتهن أثناء قيام المعهد المذكور آنفا بالتعداد السكاني، وهذا يؤكد لنا ما ذكرناه وهو أن عدد المسلمين بالمكسيك يفوق ذلك الذي تم الإعلان عنه والله أعلم. وهذا بفضل الله أولا وآخرا ثم بفضل الجهود التي يقدمها بعض الإخوة والأخوات لدعوة المكسيكيين إلى الإسلام، ثم تعليم الذين اعتنقوا هذا الدين المبارك من خلال النبعين الصافيين: الكتاب والسنة.    

                                      

وإذا عدنا لنلقي الضوء على هذه الجالية، نجدها تتألف من مهاجرين من عدة بلدان: كالباكستان، مصر، الجزائر، المغرب وغيرها، ثم من المكسيكيين الذين أخذوا يُقبلون في السنوات الأخيرة على الإسلام، خصوصا في صفوف النساء. 

 

                                                                                         

لكل هؤلاء تقام دورات، دروس ومحاضرات في العلم الشرعي وفي اللغة العربية لتفقيههم وجمع شملهم خصوصا في بلد معظم سكانه يدينون بالنصرانية.                                                                                

ولهذا الغرض، تم تأسيس عدة مراكز إسلامية وتعليمية منها: مركز الحكمة، المركز الثقافي والإسلامي بالمكسيك، المركز التعليمي للجالية المسلمة وغيرها من المراكز الموجودة بالعديد من المدن كجوادالاخارا، مونتيري و بويبلا.

      الجالية المسلمة بالمكسيك، كجالية صغيرة، تعاني من مجموعة من المشاكل أهمها:                           

 المشاكل المادية، فباعتبار مساحة البلاد الشاسعة التي تقارب المليوني كيلمتر، يتعسرالوصول إلى باقي أفراد الجالية خصوصا في الأماكن البعيدة عن العاصمة بل ويتطلب مصاريف كثيرة، لذا فإن الإخوة والأخوات يحاولون استعمال الإنترنيت كوسيلة للتواصل فيما بينهم والتفقه في دينهم ولو أن رغبة بعضهم كبيرة في الالتقاء بإخوانهم في المناطق ذات الأكثرية المسلمة.     

من بين العوائق كذلك، عدم قدرة بعض المسلمين على إظهار شعائرهم خصوصا النساء ، فالكثير منهن لا يستطعن الصلاة أو ارتداء الحجاب في العمل.

ونذكر من المشاكل التي تعاني منها الجالية أيضا، قلة الدعاة والشيوخ الذين يأتون لهذه البلاد لإلقاء الدروس والمحاضرات، ولقد كان لحضور بعضهم جزاهم الله خيرا، وقعا وأثرا طيبين في نفوس إخوانهم المكسيكيين، فمثلا أثناء اللقاء الثاني الذي نظمه مركز الحكمة السنة الماضية 2010 بمدينة مكسيكو، ـ والذي هو عبارة عن لقاء يجتمع فيه أفراد الجالية المسلمة من جميع أنحاء البلاد وتُلقى خلاله محاضرات ودروس من طرف بعض الدعاة إلى الله ـ، اعتنق الإسلام سبعة أشخاص ولله الحمد والمنة خمسة منهم في محاضرة واحدة.  

                                     

وإننا لنأمل أن يتعرف المكسيكيون أكثر على الإسلام وأن يدخلوا في دين لله أفواجا.  

                                                                                                                 

يقول الأخ عبد الرحمن ليرا، وهو مسلم مكسيكي اعتنق الإسلام منذ إحدى عشرة سنة ولله الحمد: ''أتمنى أن ينتشر الإسلام في بلادنا وأن يتعرف المكسيكيون على هذا الدين العظيم وعلى فضائله وقيمه، شخصيا الحمد لله الإسلام غير حياتي إلى الأحسن، لهذا أتمنى أن يعرف الناس هذه النعمة ويتبعوها إن شاء الله. وأود أن أشير إلى أن عدد المسلمين في تزايد مستمر والحمد لله واهتمام الناس بالدين الإسلامي يزداد يوما بعد يوم، فنسأل الله أن يثبتنا على دينه ويهدي كافة 

المكسيكيين إلى دين الحق والتوحيد''.